فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا-ميرس)

11 كانون الأول/ديسمبر 2025

حقائق رئيسية

  • متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (متلازمة ميرس) هي مرض تنفسي فيروسي يسببه فيروس كورونا (فيروس كورونا-ميرس) الذي كُشف عنه لأول مرة في المملكة العربية السعودية والأردن خلال عام 2012.
  • فيروسات كورونا هي عائلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تسبب أمراضاً تتراوح بين نزلات البرد والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19).
  • تشمل الأعراض النموذجية لمتلازمة ميرس الحمى، والسعال، وضيق التنفس، وغالباً ما تسبب الإصابة بالتهاب رئوي.
  • يوجد نسبة 70٪ من المُمرضات الجديدة أو الناشئة هي مُمرضات حيوانية المصدر، بما فيها فيروس كورونا-ميرس الذي يمكن أن ينتقل من الإبل العربية إلى البشر؛ ومن ثم يمكن أن يتسبب انتقال العدوى من شخص إلى آخر في اندلاع فاشيات المرض في المستشفيات وفي صفوف الأسر.
  • أُبلِغت المنظمة بأكثر من 2600 حالة مؤكدة مختبرياً للإصابة بعدوى بشرية من فيروس كورونا-ميرس؛ معظمها (84٪) أُبلغ عنها من شبه الجزيرة العربية.
  • توفيت نسبة 37٪ تقريباً من حالات متلازمة-ميرس التي أُبلغت بها المنظمة، ولكن من المرجح أن تكون هذه النسبة مبالغ فيها لأن نظم الترصد قد تغفل حالات متلازمة ميرس الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض.
  • لا يوجد حالياً علاج أو لقاح محدد مرخص به لمكافحة متلازمة ميرس.

نظرة عامة

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (متلازمة ميرس) هي واحدة من ثلاثة أمراض حيوانية المصدر وشديدة الأثر من مرض فيروس كورونا التي ظهرت في السنوات الأخيرة، وهي قادرة على أن تتحول إلى جائحة، والمرضان الآخران هما المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومرض فيروس كورونا (كوفيد-19). ويمكن أن تسبب فيروسات كورونا أمراضاً تتراوح بين نزلات البرد الشائعة والأعراض التنفسية الوخيمة، بل وحتى الوفاة.

وقد كُشف عن فيروس كورونا-ميرس لأول مرة في المملكة العربية السعودية والأردن خلال عام 2012. وأُبلِغت المنظمة منذ ذلك الحين عن حالات إصابة بعدوى فيروس كورونا-ميرس من 27 دولة عضواً من جميع أقاليم المنظمة بموجب اللوائح الصحية الدولية (اللوائح، 2005)، بحيث أبلغت المملكة العربية السعودية عن نسبة 84٪ من إجمالي الحالات البشرية.

وفيروس كورونا-ميرس هو فيروس حيواني المصدر ومستودعه الأساسي الإبل العربية. ولا تُصاب الإبل الحاملة للعدوى بالمرض، لذا فإن تشخيص المرض لديها مرهون بالفحوص المختبرية.

ووردت منذ عام 2020 تقارير عن حالات من مناطق متفرقة، وتركزت في شبه الجزيرة العربية وخاصة في المملكة العربية السعودية. وخُفضت بشكل كبير معدلات انتقال العدوى من شخص إلى آخر بفضل التحسينات المُدخلة في مجال الترصد، وفرز المرضى المصابين بحالات مرضية في الجهاز التنفسي، والوقاية من العدوى ومكافحتها.

ولا يوجد حالياً علاج أو لقاح محدد مرخص به لمكافحة متلازمة ميرس. وبسبب ذلك، ونظراً لارتفاع معدل إماتة الحالات إلى نسبة 37٪ بين الحالات المُبلغ عنها، فإن فيروس كورونا-ميرس هو من المُمرضات ذات الأولوية بالنسبة للمنظمة في مجال البحث والتطوير.

توزيع المرض جغرافياً

فيما يلي 27 دول عضواً أبلغت المنظمة، منذ أن كُشف عن فيروس كورونا-ميرس لأول مرة في عام 2012، عن حالات إصابة بعدوى الفيروس من جميع أقاليم المنظمة بموجب اللوائح الصحية الدولية (اللوائح، 2005): الجزائر، والنمسا، والبحرين، والصين، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، وجمهورية إيران الإسلامية، وإيطاليا، والأردن، والكويت، ولبنان، وماليزيا، وهولندا، وعمان، والفلبين، وقطر، وجمهورية كوريا، والمملكة العربية السعودية، وتايلند، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية، واليمن.

ويبدو أن فيروس كورونا-ميرس يدور على نطاق واسع بين قطعان الإبل العربية في جميع أنحاء منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، كما كُشف عنه في بعض البلدان الواقعة في جنوب آسيا ووسطها. وتشير الدراسات الحديثة عن معدلات انتشار المصل لدى البشر الذين تعرضوا مهنياً لإبل عربية إلى تسجيل حالات انتقال حيواني المصدر أيضاً في الدول الأعضاء الواقعة خارج شبه الجزيرة العربية.

وقد أبلغت المملكة العربية السعودية عن نسبة تزيد على 84٪ من إجمالي الحالات البشرية بسبب المخالطة المباشرة أو غير المباشرة لإبل عربية حاملة لعدوى المرض أو لأفراد مصابين بالعدوى في مرافق الرعاية الصحية. وعادة ما تصيب الحالات المكشوف عنها خارج إقليم الشرق الأوسط أفراداً يُصابون على ما يبدو بعدوى المرض في الشرق الأوسط ويسافرون إلى مناطق خارج المنطقة.

ولم يندلع حتى الآن إلا عدد محدود من فاشيات المرض خارج منطقة الشرق الأوسط. وقد أُبلغ عن أكبر فاشية في أيار/ مايو 2015 كانت قد اندلعت بمستشفى في جمهورية كوريا. وكانت الحالة الدلالية في تلك الفاشية قد سافرت سابقاً إلى الشرق الأوسط واستمرت في نقل عدوى الفيروس إلى عاملي الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء، ممّا تسبب في وفاة 38 مريضاً وإصابة 186 شخصاً بعدوى المرض وتعريض المواطنين الكوريين لأزمة محلية. وهذا مجرد مثال واحد على الآثار المدمرة التي يمكن أن يخلفها فيروس كورونا-ميرس عند غزوه لنظام الرعاية الصحية لبلد غير مستعد لكشف الفيروس وفحص المصابين به ومكافحته بسرعة.

انتقال المرض

يوجد نسبة 70٪ من المُمرضات الجديدة أو الناشئة هي مُمرضات حيوانية المصدر، بما فيها فيروس كورونا-ميرس الذي يمكن أن ينتقل من الإبل العربية إلى البشر. وتحدث العدوى البشرية بسبب المخالطة المباشرة للإبل العربية، وقد تحدث بطريقة غير مباشرة بسبب مناولة أو استهلاك المنتجات الخام للإبل والنوق أو إفرازاتها (مثل الحليب والبول).

ويمكن أن ينتقل المرض من شخص إلى آخر وهو ما يحدث غالباً بين المخالطين المقربين (الأسرة وأفرادها) وفي مرافق الرعاية الصحية (فيما بين عاملي الرعاية الصحية والمرضى). وقد اندلعت أكبر فاشيات المرض في مرافق الرعاية الصحية الموجودة بكل من جمهورية كوريا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويعد انتقال المرض من شخص إلى آخر خارج مرافق الرعاية الصحية محدوداً، ولم يُوثق انتقاله على هذا النحو بشكل مستمر في أي مكان من العالم.

وقد وُثق انتقال فيروس كورونا-ميرس في مرافق الرعاية الصحية من المرضى إلى عاملي الرعاية الصحية وفيما بين المرضى الراقدين في الغرفة نفسها، وذلك غالباً قبل تشخيص الإصابة بالفيروس وعزل المرضى كما ينبغي، واتباع عاملي الرعاية الصحية للتحوطات الصحيحة اللازمة. ولكن من المتعذر دوماً تحديد المرضى المصابين بالفيروس في وقت مبكر أو بدون إجراء فحوص مختبرية محددة لأن أعراض المرض وسماته السريرية الأخرى مشابهة جداً لسائر أمراض الجهاز التنفسي.

وأُبلغ عن مجموعات حالات وفاشيات كبرى في مرافق الرعاية الصحية، وخصوصاً في حال قصور ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها فيها. ولا غنى عن التدابير الفعالة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها لمنع انتشار فيروس كورونا-ميرس، ومن الضروري أيضاً أن تحرص مرافق الرعاية الصحية التي تعتني بمرضى مُصابين بحالات مشتبه فيها أو مؤكدة من عدوى الفيروس على اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل إلى أدنى حد من خطورة انتقال العدوى من مريض مصاب بها إلى مرضى آخرين، أو عاملي الرعاية الصحية، أو الزوار. وينبغي تثقيف العاملين في مجالي الصحة والرعاية وتدريبهم على الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوعيتهم بتعاريف حالات الإصابة بفيروس كورونا-ميرس، كما ينبغي أن يصونوا مهاراتهم وأن يُطلَعوا أولاً بأول على المعلومات الجديدة في هذا المجال.

أعراض المرض

يتراوح الطيف السريري لعدوى فيروس كورونا-ميرس بين الإصابة بعدواه غير المصحوبة بأية أعراض يمكن كشفها (عدوى غير مصحوبة بأعراض)، وعدواه المصحوبة بأعراض تنفسية خفيفة، وتلك المصحوبة بأمراض الجهاز التنفسي الوخيمة، بل وحتى وفاة. وتشمل الأعراض النموذجية لعدوى متلازمة ميرس الحمى، والسعال، وضيق التنفس، وغالباً ما تتفاقم وتتحول إلى التهاب رئوي. كما اُبلغ عن أعراض معدية معوية، ومنها الإسهال. ويمكن أن يسبّب المرض الوخيم فشلاً في الجهاز التنفّسي والأعضاء، وغالباً ما يتطلب تهوية ميكانيكية ودعماً طبياً في وحدة العناية المركزة.

ويبدو أن كبار السن (فوق 65 عاماً) والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والمصابين بأمراض مزمنة، مثل أمراض الكلى والسرطان وأمراض الرئة المزمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري، معرضون لخطورة أكبر من حيث الإصابة بمرض وخيم أو قاتل.

علاج المرض والوقاية منه

لا توجد حالياً لقاحات أو علاجات مرخص بها لمكافحة فيروس كورونا-ميرس، ويقتصر علاج المرضى على تزويدهم بعلاج داعم يستهدف الحالة السريرية. ولكن يوجد عدة لقاحات وعلاجات قيد التطوير لفيروس كورونا-ميرس تحديداً، تقرن بخطط ملموسة بشأن إخضاع بعض هذه اللقاحات والعلاجات لتجارب سريرية في المرحلة الثانية.

وكإجراء احترازي عام، ينبغي أن يحرص الأفراد الذين يزورون مزارع أو أسواقاً أو أماكن أخرى تُحفظ أو تُعرض فيها الحيوانات على التقيّد بتدابير النظافة الصحية الجيدة مثل غسل اليدين قبل ملامسة الحيوانات ومنتجاتها وبعد ملامستها وتجنب مخالطة الحيوانات المريضة. وتنطوي مناولة واستهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطبوخة جيداً، بما فيها الحليب واللحوم، على خطورة الإصابة بعدوى مُمرضات متنوعة قد تسبب أمراضاً للإنسان. أمّا المنتجات الحيوانية المُجهّزة كما ينبغي من خلال طهيها أو بسترتها، فإنها ينبغي أن تكونة آمنة من حيث الاستهلاك، ولكن ينبغي أيضاً مناولتها بعناية لتفادي تلويثها بأطعمة غير مطهية. ويعد لحم الإبل وحليب النوق من المنتجات المغذية التي يمكن استهلاكها عقب بسترتها أو طهيها أو معالجتها حرارياً بطرق أخرى.

ولابد أن يحرص الأفراد المعرضين بشدة لخطر الإصابة بمرض وخيم على تجنب مخالطة الإبل العربية أو مناولة حليب النوق الخام أو بول الإبل أو شربه، أو تناول لحومها غير المطهية جيداً.

السفر

لا توصي المنظمة بفرض أية قيود على حركة السفر أو التعامل التجاري أو على نقاط الدخول فيما يتعلق بفيروس كورنا-ميرس.

وتتولى المنظمة رصد الوضع الوبائي لفيروس كورونا باستمرار على الصعيدين العالمي والإقليمي والصعيد الوطني، وتواظب على تحديث تقييمات المخاطر والإرشادات التقنية، بما فيها الإرشادات والنصائح المتعلقة بالسفر لحضور تجمعات جماهيرية، مثل الحج والعمرة، في بلدان تبلغ عن حالات متلازمة ميرس. وينصح المسافرون العائدون من تجمعات في بلدان تبلغ عن حالات فيروس كورونا-ميرس بالسعي إلى طلب المشورة الطبية إن هم أبدوا أية أعراض للإصابة بمرض تنفسي حاد خلال أسبوعين من عودتهم، وأن يطلعوا مقدمي خدمات الرعاية الصحية على تاريخ سفرهم في الآونة الأخيرة.

استجابة المنظمة

تتعاون المنظمة مع خبراء معنيين بشؤون الصحة العامة وصحة الحيوان ومع شركاء دوليين لتحسين فهم فيروس كورونا-ميرس والاستجابة له. وتشمل الجهود المبذولة في هذا المضمار تحسين ترصد فيروس كورونا-ميرس وغيره من المُمرضات التنفسية لدى الإنسان والحيوان وتعزيز الاستجابة للفاشيات بفضل اتباع نهج الصحة الواحدة وإعطاء الأولوية للبحث من أجل جمع البينات العلمية اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة واستحداث العلاجات واللقاحات اللازمة. كما تعمل المنظمة مع منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والحكومات الوطنية لوضع استراتيجيات بشأن الوقاية من انتقال الأمراض الحيوانية المصدر، بما يشمل توفير اللقاحات اللازمة للبشر والإبل.

أمّا جهود التنسيق العالمية فتشمل تتبع الاتجاهات الوبائية، وإجراء تقييمات للمخاطر، ودعم التحقيقات الميدانية، وتوفير الإرشادات التقنية والتدريب، وتوجيه الجهود المبذولة لتعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها والتدبير العلاجي السريري لحالات الإصابة بها ونُهج علاجها.

وتحث المنظمة الدول الأعضاء على مواصلة تعزيز جهود ترصد العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، بما فيها فيروس كورونا-ميرس في المناطق التي يعرف أن الفيروس يدور فيها بين قطعان الإبل العربية، وعلى استعراض حالات الالتهاب الرئوي غير العادية، وتطبيق التدابير اللازمة في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية. وينبغي أن تحرص البلدان التي يفد إليها مسافرون أو عمال مهاجرون عائدون من الشرق الأوسط على فحص الأشخاص الذين يبدون أعراض الإصابة بفيروس كورونا-ميرس. ووفقاً لما يرد في اللوائح الصحية الدولية (2005)، يجب إبلاغ المنظمة بجميع حالات فيروس كورونا-ميرس، سواء كانت مؤكدة أم محتملة، بما يشمل تقديم تفاصيل عن التعرض والفحص والمسار السريري.